الاثنين، 26 أكتوبر 2009

رسالة مستلمة




الاحظ على نفسي تغيرات كثيرة ، وصفات جديدة تصبح تعتبرني كلما رأيتها امامي ! أصبح أهدأ ، أعذب ، تختلف حدة صوتي ليصبح أنعم ، ويختفي حرف (القاف) من حروفي ليحل محله حرف (الئاف) ويستقر شيئا من التوتر في داخلي .
أغمض عينّي بشدة ، كلما توجهت بوجهي نحوها ، يلهبني ويبرهني بريقها الساحر، فأغض الطرف عنها ، ليعود ذلك البريق بعد قليل ليغريني، وأبقى في حالة ذهاب واياب بنظري اليها بين الحينة والاخرى مرغماً .
دائماً أحاول ان اصفها لاحدهم ألا أنني أفشل ، أقول بأنها ... ثم أفشل ، فهي تتجاوز حيز الكلمات ومستوى السطور، وترفض أن تكون فكرة جميلة مُروضة تستقر في الذاكرة .. أعيد التجربة مرة أخرى في محاولة لنقل صورتها فأقول: هي إمرأة ترشح لذة وشهوة ، إمرأة من سكر وتوت ، تصنع زوبعة من عطر مُخملي عند مرورها بمحاذاتي ، عطراً هو أشهى من عسل ينزُ من خلية نحل قريبة تتدلى ، ناعمة تكاد تفاصيلها تنطق بذلك ، خاتمها الذهبي ، حقيبتها، نظارتها الشمسية السوداء، "موبايلها" أظافرها البيضاء الطويلة، جسدها المياس، حتى تعابير وجهها الدافئة أيضاً ناعمة .، ياااه ... لو أستطيع أن أنقل لكم صوتها وضحكتها على هذه الصفحة ، لتعرفوا كم هي عذبة ورقيقة .
بالمقابل أراني أخافها بقدر ما اشتاقها و تفزعني نعومة مشاعرها نحوي ، وبرودة سلامها، والادهى من ذلك جهلها بتلك النار التي تشب بداخلي إزاء تمادي المخيلة في التفكير بحسنها.
ألان ، هي تجلس بمحاذاتي ، "تتجاهلني تماما "ً، تعبث بــ"موبايلها" وتتنقل برشاقة على ازراره ، أظنها تعد رسالة لاحدهم ! لماذا لا تراسليني ؟ أعدك أن أتكبد ثمن الرسالة وأن أدفع لك دمعاً مدفوع مسبقاً اذا أردتِ ، دمعاً يبقى صالحاً لارسال الحنين واستقبال الاهتمام لمدة طويلة ، أدفع لك بأي طريقة تريدين، لكن راسليني ، فانا أعلم انك لا تحفلين بالنقود ، حيث يبدو ذلك الشيء واضحاً من مقتنياتك، بالاضافة الى ذلك العُلو الذي تعاملنني به ، هو ايضا يدل على ذلك.
هل انتهيتِ من تنظيم رسالتك ؟ لا تقلقي، أرسليها لي من دون أن تعملي على تزيينها ، فانا أحب أحرفك على أي هيئة تكون ، وسأقبل منك أحرفا فقط ، أحرفا لا تقول كلمة مفيدة ، لا يهم فحرف "الحاء والباء" منك حريق يأكل أوراقي ، وباقي حروفك سأتخذها كهدية سأضعهم في مغلفي واحتفظ بهم في صندوقي الخشبي القديم القابع أسفل الخزانة.
... فجأة، هاتفي يصيح معلناً عن استلام رسالة ، أتسمر للحظات ، ثم أخرجه من جيبي الضيقة مثل المجنون واللهفة تملأ اصابعي ، ثمة عبارة تقول " new massage" ، فرحت واستقر قلبي بين قدميّ .
هل فعلاً استجبتِ حقا لامنيتي؟ لكن كيف؟ أنا لم أبدها صراحة؟ كنت أحدث نفسي داخلياً ! معقول! أذن أنت تراقبيني جيداً؟ فتحت الرسالة وتصفحتها على عجل، فتلاشت تلك الفرحة !!، وهدأ ذلك النبض في صدري ، وعادت لترتبت المفاجأت لتترتب على رفوف قلبي ، فصاحب هذه الرسالة هو صديقي النزق "طارق الصلاج" ، لم تكن هي ، يا الهي كم أنا غبي ! لماذا توقعت أن تكون هي ؟ صديقي "طارق" كان يريدني أن القاه في مكان معين لانه يريد ان يبوح لي بسر، ... معقول ؟ ما هذا التوقيت السيء يا صديقي؟.
عدت الى تلك الجميلة ، كنت أتخيلها تبتسم وهي تختلسُ النظرَ اليّ .... لماذا تبتسمين ؟ أظنها نكايةً بي أنا شخصيا! لا عليك، وأتفق معك ، اضحكِ، أصلاً أنا أحب أسنانك البيضاء، عندما تضحكين، ويسعدني أن أكون مصدراً يجلب لكِ السعادة في وقت اختفت فيه السعادة من وجوه الكثيرين ، .. " أحكيلك" .. راسليني ولو مرة، أو ارسلي لجهازي رنة صغيرة ، و اسمحي لرقمك الجميل أن يظهر على هاتفي ، وأعدك بأني سألغي جميع ارقامي وسأحفظك أنت فقط وخص نص وبالذات ..
صدقيني ... فأنتِ لوحدك تكفيني .


حــمزة مـــازن تفــــاحة
Tuffaha4@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق