الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

أريد أن أكذب لأصير أجمل


حقيقةً ، لا أعلم ما هي العلاقة التي تربطني "بزهر اللوز" محمود درويش أم فيروز؟ التي كلما سمعت صوتها الذي يشبه زرقة السماء انحاز لها دون وعي مهما غنت ومهما قالت.
تتصدر دائما قائمة العالقين في القلب و تتعربش بخلايا الذاكرة مثل الإدمان .
البارحة كنت أجلسُ وحيداً ، أعبث بجهاز الكمبيوتر في محاولة لتقليل نسبة الملل العالق بين الشهيق والزفير ، ولقتل أعراض الوحدة المؤلمة الملازمة لهذا الصدر الممتلئ بالأمنيات .
فجأة .. سمعت من بعيد صوتها يأتي خافتاًً من ناحية لم اقدرعلى تحديدها، أصغيت السمع ً لكي أتمكن من ترجمة العبارات التي تردني بشكل متقطع ..
فيروز كانت تغني مقطعاً من أغنية ( لا تندهي ما في حدا ) ..بسلاسة وحزن عميقين ، حينها تبدد الضجر ، وتسارع النبض في داخلي ، وتبدل صوت فيروز لدي إلى طقس غريب لم يكن صوتاً أو أغنيات ، جرتني من الأفكار التي كنت هائماً بها فوجدتني أتذكر تلك الحلوة الهادئة التي لطالما حاولتُ دفعها لعشقي ، والتي ظلت عصية عليً ،على الرغم مع أن الوقت لا يسير لصالحنا ، أقصد ليس لصالحي أنا بالذات !.
تلك الجميلة .. أحبها أو يزداد ذلك الحب عندما تكذب ؟! هل قلت أنها تكذب ؟ نعم ، ثمة أُناسٌ كثيرين يكونون أجمل عندما يكذبون ! وهي واحدة منهم .
تقول أنها لم تلاحظ نظراتي المترصدة والملاحقة لها .. وأن لهيب أنفاسي المتقطعة لم يلسعها ، وأحسب أنها لا تتذكر شكلي أصلاً .
قالت لي : هل أنت نفسه ذلك الشخص الذي التقيته في حفل رأس السنة ؟
نحن التقينا ولكن ليس في رأس السنة لأني لا أعرف متى يكون ، ولا احتفل بيوم ومثل باقي أيام عمري فاليوم هو رأس سنة الأيام القادمة، المهم أنها تذكرتني.ولم يكن هذا بالموضوع الصعب لأني احمل تفاصيل سهلة كوني لا املك الكثير من مقومات الجمال ، أو حتى القليل.
أُحبك عندما تكذبين "مثل الأطفال" ، وتقولين أنك لم تلاحظيني من قبل ..
أحبك عندما أجلس إلى جانبك ، وتدعين بأنك كنت تهُمين بالذهاب !، علماً بأني كنت بصدد أن أقول عبارة واحدة انه لا يوجد أقبح من أن يكون المرء محروماً من أن يحلم أو أن يتمنى .
فأحلم إني سوف أقول أحبك ،أو أن أقول لك أنني انتظرتك طويلاً ولم تأتي و أتسأل ما الذي أعاقكِ ، وتردين علي انك واجهت أمراً طارئاً.
لا عليك ِ .. أبقي كما أنت ، فأنا أحبك ،وان أجبتي علي كذباً انك تحبينني أعدك أني سأصدق ذلك ، وسوف أقبل دور الموهوم ، لذا أرجوك أن لا تَكُفي عن هذا الكذب . .
وأريد أن أعترف لك بشيء ، فأنا أيضا أكذب ، سأقول لك كيف ، فعندما أحبك بلا أمل وبلا هدف ، ألا أكون أكذب على نفسي ؟
حقا ، كم أتمنى أن أصبح كذاباً ، لا لشيء إنما لأصبح جميلاً مثلك .

حمـــزة مـــازن تفاحـــة
hamzeapple@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق