الاثنين، 26 أكتوبر 2009

إلى موظفة تُتقن لغة الأرقام




أرِقتُ ،
كأني لم احتمل ، فقد حَلمتُ بها اليوم أيضاً ..
أراحت يدها على حافة النافذة الملاصقة لمقعدها بعد أن قامت بفتحها قليلاً .
تسلل الهواء إلى الداخل ، ليحمل على جناحيه عطرها الشهي الناعم ويلقيه أمامي ، فتتشرب خلايا جسدي ذلك العطر ، لأصبح بعد برهة من الزمن ثملاً .
و في يدها اليسرى كانت تعبث بهاتفها المحمول .
وماذا أيضاً ؟
كانت ناعمة ، أنيقة، تجتاحها اللامبالاة نحوي !
نظرتُ إليها لأجد نفسي بأني أتذكر أشياء جميلة كانت تلتصق بذاكرتي ، وقد ظهرت فوق شفتي ابتسامة متعبة، وانتشرت القشعريرة ببدني وأطرافي ، فأنعشتني حينها نسمةُ هواءٍ ساخنة سرت بداخلي وَسَطَ جوٍ ماطرٍِ ومخيف ، بالإضافة إلى مضاعفات كثيرة لم تكن لتعتريني سابقا ً، فأهرع لأُلملم أجزائي من فرط اشتياقي ، فلا أحسن ترتيبي ،فأبقى على هذه الحال مهملاً !
سيدتي :
دعي حلمي جانباً ، ولنتحدث بما هو أهم ..
لمَ لا تساعدينني ؟
أعيدي صياغتي كما تشائين ، بأي طريقة تريدين ،وكيفما أُتفق ، "ألستِ تتقنين لغة الأرقام ومحاورتها" ؟؟
إذن ، حاوريني...
اجعليني ، دائناً أو مديناً لك ، لا يهم فعلى كلتا الحالتين الأمر عندي سواء ، طالما بَقيتُ في ذاكرتك النشيطة ،
اجعليني رقماً متغيراً ، أو عدداً ثابتاً لا يقبل القسمة على أكثر من قلب ، ولا تأخذي بعين الاعتبار قاعدة معينة يجب أن تعامليني بها ، فلك حرية التصرف .
ضعيني عدداً على أية جهة تريدين ، في اليمين أو في الشمال ، لا يهمني ، كل ما أريده أن تبقي أنت قبلتي ، وللضرورة تلتفتين حولي أيضاً .
أنا الصفر إذا أردتني ، وأتشكل على أية حال ، فليس بالضرورة أن أكون صفراً دائرياً ، أنا الصفرُ الذي يشبه المثلث إن أحببتي من باب التغيير !، وأنا السطرُ الذي يتكئ عليه قلمك عندما تكتبين وخطوطك العبثية التي لا تهتدي إلى طريق عندما تضجرين أيضاً .
ماذا أضيف لك ؟
عامليني كمعادلة تحتاج إلى طرقِ حلٍ كثيرة ،ولا تَمّلي منّي ، اطرحي مني أو اجمعي ما شئتِ وأعدك أن تلائمك الإجابة ،" أحكيلك شغله" : اصنعي بي ما تريدين ..
** سيدتي لما لا تجمعني في ذاكرتك أو تطرحيني من لامبالاتك ؟
ضعيني على أول الصفحة أو في وسطها أو اجعليني أتذيلها ، لكن لا تزرعيني بالهامش ، اصنعي أي شيء لكن لا تتركيني ، ولا تخترعي طريقة لتختصرينني في الحل ، فأنا معادلة ما زلت في طَور الإنشاء و بحاجة إلى وقت طويل وحنان أيضا ، لذا تأمليني .
سيدتي : أنا ما عدت أملك شيئاً في هذه الدنيا سواك ، لذا أحبيني واصنعي لي هدفاً في حياتي .


حـمزة مــازن تفاحــة
hamzeapple@yahoo.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق