الاثنين، 26 أكتوبر 2009

أفكر في شي ما

منذ فترة وأنا غارق في تتبع تلك النملة التي تسللت إلى غرفتي من خلال ذلك الشق الذي أحدثه هذه الزمن القاسي في نافذتي ، .. مما أتاح للنملة الدخول من دون استئذان ولم تشعرني بوجودها ، فقد انتبهتُ إليها عن الطريقة المصادفة .
دفعني الفضول إلى تتبعها ومعرفة السبب الذي أغرى تلك الضيفة الخجولة بزيارتي ..
ها أنا جالس أمعن النظر في خط سيرها وأتساءل إلى أين سيؤول مسارها الذي ابتدأ منذ فترة وأظنه سينتهي بعد حفنة من السنين ! لذا عدّلت من جلستي وأدرت وجهي عنها ، وجلست أفكر فيّ أنا شخصياً .
وجدتني أفكر جدياً بالتخلص من تلك الأشياء الكثيرة التي ترمي بحملها الذي لا يطاق علي صدري ، وفتحت أمامي نافذة الخيارات المتعددة التي جعلتني أفكر ًجدياً بالتخلص منها .
ما الذي ينقصني ؟
الانعتاق ، التملص ، الشعور ولو لمرة واحدة بشيء من الراحة ، وبأني أستطيع أن أركض إلى أي مكان وإلى أية وجهه ، من دون تحديد مسبق أو تردد .
أفكر جدياً بالتملص من أشياء كثيرة ومن ضمنها : العمل ، وأتخيل السيناريو الأتي :
أذهب إلى رب العمل وأخبره بأني ما عدت قادراً على تحمل منظرة القبيح ولم أعد قادرا على رؤيته ، وأني لم أعد مستعدا لتقبل أي أمر يصدر من قبله .
أفكر أيضا بالتملص نهائيا من حياتي الجامعية التي سقطت سهواً في حيز حياتي الضيق ، لتسقط حينها صورة الطالب الجامعي في نظري !
أفكر بأن أقف فجأة أمام الدكتور المحاضر وأكيل عليه بالاتهامات الباطلة وبالأيمان الكاذبة وأخرج من محاضرته ، وأغلق الباب خلفي بطريقة همجية تنم عن عدم اكتراث ، تاركاً على ملامحه علامات التعجب والاندهاش .
ومن ضمن ما أفكر به أيضا ، أفكر أن أهجر تلك الفتاه وأن أقول لها بأني قد سئمت ذلك الألق التي تبدو عليه دائما ، وبأني مللت عطرها الشهي ، وسأضيف أيضا أني ما عدت أحب ذلك النقاء والصفاء ، لذلك سأكرهها !
أفكر بأشياء كثيرة لا حصر لها ، إلا أني في كل مرة أصطدم بجدار ضخم ..

إلى أين اذهب ؟؟ .



حـــمزة مــــازن تفاحـــــة
hamzeapple@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق