الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

وصية



زمان ، أقصد زمان .. أي قبل أكثر من هزيمة ، زمان قبل أكثر من حزن ، زمان وأنا أقصد ذلك الزمان الجميل .
زمان ، في مرحلة الطفولة ، التي أجبـرنا الفقر على اختصارها، وفعلاً اختصرناها .
أقصد زمان ، عندما كنا ساذجين ، مرتاحين لا نسمع بمنظمة فتح ولا بحركة حماس الملتزمة جدا!، ولم يكن فرضاً علينا أن نحذر من حسن نصر الله كونه شيعياً ،
في ذلك الزمان قبل حفنة من السنوات لا تتجاوزعدد أصابع اليدين ، كانت توزع علينا خرافات ورقية تتحدث عن أن أحد الأولياء الصالحين ألذي كان يبيت قرب ألكعبة المشرفة ، يغلبه النعاس و يدخله في سبات عميق ، ادعى هذا الرجل الصالح انه وعندما كان نائماً جاءه الرسول (صلى الله عليه وسلم) على هيئته الحقيقية وناداه باسمه وأوصاه أن يكتب هذه الرؤيا على ورقة ويوزعها على الناس، وإن كل من فعل مثله وخط هذه الوصية ووزعها على الناس سوف يأتيه الفرج من كربه إن كان مكروباً وسوف ينال رزقاً واسعاً من حيث لا يدري.
وهذا ما حدث أن قام الكثيرون بتكبد مصروف طباعة الوصية الوهمية وتوزيعها على الناس، وهو يُمّني النفس بخير سار، أو رزق واسع يعني (فلوس حبطرش) .
أنا كنت ضمن تلك الزمرة التي تنطلي عليها هكذا "خراريف"، فعندما وصلتني الرسالة وفهمت مضمونها، احتفظت بها في جزداني المهترئ الذي لم يكن يحتوي إلا على رسائل حب لم أتجرأ على إيصالها لوجهتها ، بالإضافة إلى هذه الوصية السحرية المهمة التي علقّت عليها ألأمل بأن تحقيق أحلامي !، وأصبحت أوفر مصروفي كي أقوم بتوزيع أكبر قدر من النسخ حتى تكون المكافأة والرزقة (دبل)، كوني كنت أحدث نفسي بأني سأشتري "بسكليت BMX" .
حتى جاءت النتيجة عكس ما توقعت ،فبعدما قمت بتوزيع عشرات النسخ ببضع ساعات وبينما كنت أمارس هواية "التعربُش" سقطت من على إحدى الشجرات التي كنت أعتليها كل يوم، مما أدى الى إحداث كسر في يدي، وبقيت يدي في الجبيرة مدة (3) أسابيع !.
باختصار ، الآن أنا بصدد عمل مشروع مطابق لفكرة "الوصية" تماماً ...

سأزعم بأني كنت جالساً في مسجد "المرابطين" القريب من بيتنا وجاءني النعاس فجأة، فاسندت ظهري الى الجدار وذهبت في سُبات عميق . وبدأت أحلم فعلاً ، حينها جاءني الشيخ الشهيد أحمد ياسين في الحلم وناداني باسمي وقال :
- يا حمزه...
لم أجبه كوني ما زلت نائماً ، فصاح مرة أخرى بصوت عالٍ :
- انتَ يا زفت، اصحى .
قمت فزعاً ،
- أنا يا شيخ ...
- آه انتَ، ليش في غيرك في المسجد.
- لا ، عفكرة اشتقنالك يا شيخ .
- اسمعني عاد ، بلا اشتقنالك بلا هم ...
- حاضر.
- شوف عليَّ، بما أنك فسّاد وكثير حكي بدي اياك بخدمة.
- تحت أمرك.
- وقام بالقاء ورقة بيضاء يخالطها شيئاً من السواد في وجهي تناولتها وأنا أفرك عيني وأحاول قراءة ما كٌتب فيها، كان مكتو بأحرف واضحة كبيرة "أعلن براءتي من حركة حماس" وخلي أبو العبد يتهنا ..
أدار جسده الطاهر وابتعد ، أخذت أُنادي عليه وأقول يا شيخ ليش هيك ؟ فالتفت إليّ برأسه وقال لي "شي غاد ، الله يقرفك ويقرفهم " ، حينها فقط استطعت أن أدرك لماذا تبدوا صورة الشيخ أحمد ياسين في ذلك البرواز الموجود في غرفتي حزيناً .
****
في الحقيقة ، أتمنى أن يحدث هذا ، أقسم إن صار وحدث بأني سأدخر راتب الشهر كله لطباعة هذه الوصية وتوزيعها على الناس أجمعين.



حــمزة مـــازن تفاحـــة
Tuffaha4@yahoo. com

تعب تحت الصفر


ما اذكره أنني دخلت الى عملي والشمس مزروعة في وسط السماء ... والأن ها أنا ذا أخرج من عملي ولا أكاد أرى أمامي من شدة السواد المنتشر في الخارج ... وكأن عمّانَ قد ارتدت عباءةً سوداءً وجمعت بداخلها نجومها وقمرها وكل شيء حيّ الجوُ هاديٌ ، والهواءُ ساكنٌ.. الهدوءَ يلجمُ المكانَ.. ولا أثرَ لوجودِ مواصلات للوصولِ إلى البيت.. !! مصيبةٌ جديدة... أمشي على قدمّي .. لأجد نفسي حراً.. الآن لم يعد هنالك ما يلزمني للعمل أو للبقاء في بقعة ضيقة لأعمل 8 ساعات أضافية فمنذ عشرة دقائق كنت قد أنجزت 8 ساعات أنا أشعر الآن بأنني سأهوي وبأية لحظة ** التعب شيء مؤلم مثل آلم الأسنان تماما..!!
الشارع يكاد يخلو من كل شيء سوى الملل والخوف ... الأسواق مقفلة والشوارع نائمة حتى رجال الامن في تلك الليلة تناولوا أقراص للنوم فناموا...
أتجاوز كل تلك الاشياء ... وأبدأ بالتفكير بما سأضعه في تلك المعدة الفقيرة المسكينة الخاوية ..التي يمكنها أن تهضم كل ما يقدم لها والتي لا يأتيها إلا القليل الرديء.. لذا قررت أن أنقذها بشيء يسكت جوعها .. وأريد الآن أن أودها أكثر .. سأقدم لها شيئا شهياً يرضي فضولي.. لكن لا أعلم ماهو؟
الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل ... والجوع ما فتئ يزداد ... والمنطقة تزداد قفراً..ً ليس هناك دليل يثبت بأن المنطقة تلك كانت قبل ساعات قليلة ملأى بالحياة والحركة! ... أسلك الطريق الأول علني أجد ما أريد .. الشارع الطويل والتعب يزداد في جسدي وخصوصا في قدمّي .. الأسوأ من كل ذلك أن المطاعم كلها كانت مغلقة وأظن بأن أصحابها باتوا ليلتهم متخمين.. ولا ينتابهم أدنى تفكير بالجوع ولا حتى بأصحابه... الفكرة التي دارت برأسي انتهت وجاءتني فكرة أن التعب أوقح وجعاً من الأسنان .. تأكدت الآن.
في الطريق بقايا سيارات تتجول في الليل ويخدش صوتها هدوء الشارع ... أنظر نحوها وأنا مهتم بان الفت نظر من بداخلها علّه يسألني إلى أين طريقك؟.. فالطريق ما زالت طويلة والتعب مازال يلازمني.. لكن لاحياة لمن تنادي .. هل اختفت النخوة من الناس .. أم أنه الخوف من المجهول .. والسماع القصص الكثيرة عن مجرمي الليل هو ما جعلهم لا يعيروني أدنى اهتمام .. على كلا الأمرين الإجابة لا تفيد والسير على الاقدام لا بد منه .
في الطريق الذي أسلكه ومن بعيد يتضح لي أن هنالك بضعة أناس متجمعين أمام مطعم كنت قد جمعت الامل عليه بعدما خاب الأمل في العثور على غيره من المطاعم النائمة.. اسرعت الخطى قبل أن يغلق أبوابه ، عندما وصلته رأيت أن العمال يغسلون آلة شيّ الدجاج المركونة جانب الطريق، وأحدهم في الداخل يقوم بتجميع الصحون وقد قام بسكب كمية كبيرة من الطعام المتبقي من وراء الزبائن على الطاولة .. ألقيت التحية على من هم حولي ... ولاحظت أن جميعهم من العمال الوافدين، يبدو لي أنهم طيبون.. سألتهم عن أي شيء يمكن شراؤه من الطعام .. فقد احتل الجوع مني كل خلية في جسدي.. لم أتلقَ سوى النفي .. وبكل رجاء أقول لهم
- (دخيل على ولاياكو .. بدنا إشي نتعشاه) ..
يجيبني أحدهم بأنه لايتوفر إلا دجاجا مشوياً "فروج" إلا أنه بارد ، ليس طازجاً.. لأستنتج بعدها بأن الماكينة التي كانوا يغسلونها تعود لهذا الدجاج المشوي .
أقبل إجابته بكل ود وأشرح له وبكل كذب ، بأنني أحب الدجاج البارد ، مع أني أقسم بالله أنني لا أحب الدجاج على الحالتين ..أصلا أنا لا أكل الدجاج نهائيا ولكن الجوع كافر!!..


أطلب ما أريد , يضعه العامل في كيس من الورق مع حبات مخلل قليلة ، أدفع ثمنه للبائع وهو ثلاثة أرباع ما قد حصلت عليه من عملي الذي تجاوز الـ 8 ساعات . للعلم فقط هذه النقود هي كل ما أملك في حياتي ، بمعنــى أنها " تحويشــة العــمر ".. أفكر من جديد هذه قسمة غير عادلة فما نتعب بجنيه في ثلث اليوم يذهب عند صاحب المحل في ثلاث دقائق.. قسمة غير عادلة لا تستحق الاحترام ودنيا لا تستحي من نفسها ولا تستحق التقدير .. لكن لايهم فيجب أن أشبع ، هذا ما أفكر به الأن .
أضع الكيس بين يدي ، اشكر أصدقائي العمال وأنصرف.. أعاود البحث في السيارات المتواجدة في الشارع ، لا أمل في أن أجد من يقلني ،أكمل المسير وأنا فرح بأن الجزء الأول والمهم قد تحقق وهو العشاء .. رغم أن السير على الأقدام وبهذه الوقت شيء مقرف.
بعد عشرين دقيقة من المشيً..ها أنا ذا أقف أمام البيت أبحث عن المفتاح لكي أدخل.. لا أخفي على نفسي ولا على أحد أيضا بأنني لم أقم بتغير ملابسي وتغسيل جسدي ويدي .. ولا أقم أيضا بتغير الجرابين مثل باقي الناس الراقية المحترمة.. بمعنى أني لم أفعل عند دخولي البيت أي فعل يدل على كوني إنسانا محترما.. ما فعلته هو خلع الحذاء فقط.
وضعت العشاء بجانب السرير وتمددت لكي التقط شيئا من الراحة من ذلك السير اللئيم ولألتقط أنفاسي قليلا.. لأستيقظ بعدها وأجد أن الشمس قد أشرقت منذ وقت طويل وقد حان وقت الظهيرة . ولأسمع صوت من بعيد أعشقة صوت أمي تدعو لي وتقـــــــول " الله يرضى عليك يا عامر على الفطور إلي جايبو لإخوانك والله كنت ماكله الهم شو بدي أفطرهم بس لو إنك خليتهم بالثلاجة كان أحسن..!!
ابتسمت من على سريري وأدرت بجسدي الى الجهة الاخرى وأكملت نومي . عدت للنوم وفي ذهني يتردد سؤال ، منذ متى نحن في البيت نفطر دجاجاً ؟.


حمــزة مــازن تفاحــة
Tuffaha4@yahoo.com


أريد أن أكذب لأصير أجمل


حقيقةً ، لا أعلم ما هي العلاقة التي تربطني "بزهر اللوز" محمود درويش أم فيروز؟ التي كلما سمعت صوتها الذي يشبه زرقة السماء انحاز لها دون وعي مهما غنت ومهما قالت.
تتصدر دائما قائمة العالقين في القلب و تتعربش بخلايا الذاكرة مثل الإدمان .
البارحة كنت أجلسُ وحيداً ، أعبث بجهاز الكمبيوتر في محاولة لتقليل نسبة الملل العالق بين الشهيق والزفير ، ولقتل أعراض الوحدة المؤلمة الملازمة لهذا الصدر الممتلئ بالأمنيات .
فجأة .. سمعت من بعيد صوتها يأتي خافتاًً من ناحية لم اقدرعلى تحديدها، أصغيت السمع ً لكي أتمكن من ترجمة العبارات التي تردني بشكل متقطع ..
فيروز كانت تغني مقطعاً من أغنية ( لا تندهي ما في حدا ) ..بسلاسة وحزن عميقين ، حينها تبدد الضجر ، وتسارع النبض في داخلي ، وتبدل صوت فيروز لدي إلى طقس غريب لم يكن صوتاً أو أغنيات ، جرتني من الأفكار التي كنت هائماً بها فوجدتني أتذكر تلك الحلوة الهادئة التي لطالما حاولتُ دفعها لعشقي ، والتي ظلت عصية عليً ،على الرغم مع أن الوقت لا يسير لصالحنا ، أقصد ليس لصالحي أنا بالذات !.
تلك الجميلة .. أحبها أو يزداد ذلك الحب عندما تكذب ؟! هل قلت أنها تكذب ؟ نعم ، ثمة أُناسٌ كثيرين يكونون أجمل عندما يكذبون ! وهي واحدة منهم .
تقول أنها لم تلاحظ نظراتي المترصدة والملاحقة لها .. وأن لهيب أنفاسي المتقطعة لم يلسعها ، وأحسب أنها لا تتذكر شكلي أصلاً .
قالت لي : هل أنت نفسه ذلك الشخص الذي التقيته في حفل رأس السنة ؟
نحن التقينا ولكن ليس في رأس السنة لأني لا أعرف متى يكون ، ولا احتفل بيوم ومثل باقي أيام عمري فاليوم هو رأس سنة الأيام القادمة، المهم أنها تذكرتني.ولم يكن هذا بالموضوع الصعب لأني احمل تفاصيل سهلة كوني لا املك الكثير من مقومات الجمال ، أو حتى القليل.
أُحبك عندما تكذبين "مثل الأطفال" ، وتقولين أنك لم تلاحظيني من قبل ..
أحبك عندما أجلس إلى جانبك ، وتدعين بأنك كنت تهُمين بالذهاب !، علماً بأني كنت بصدد أن أقول عبارة واحدة انه لا يوجد أقبح من أن يكون المرء محروماً من أن يحلم أو أن يتمنى .
فأحلم إني سوف أقول أحبك ،أو أن أقول لك أنني انتظرتك طويلاً ولم تأتي و أتسأل ما الذي أعاقكِ ، وتردين علي انك واجهت أمراً طارئاً.
لا عليك ِ .. أبقي كما أنت ، فأنا أحبك ،وان أجبتي علي كذباً انك تحبينني أعدك أني سأصدق ذلك ، وسوف أقبل دور الموهوم ، لذا أرجوك أن لا تَكُفي عن هذا الكذب . .
وأريد أن أعترف لك بشيء ، فأنا أيضا أكذب ، سأقول لك كيف ، فعندما أحبك بلا أمل وبلا هدف ، ألا أكون أكذب على نفسي ؟
حقا ، كم أتمنى أن أصبح كذاباً ، لا لشيء إنما لأصبح جميلاً مثلك .

حمـــزة مـــازن تفاحـــة
hamzeapple@yahoo.com

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

البقشيش والصالة!!!

يعطيك العافية يا معلم ..
أتلفظ بهذه العبارة ونغادر سيارة الأجرة التي أقلتنا إلى عملنا ...ونقوم بترك بعض البقشيش(زيادة إفراطه)للسائق،،، وتلك العادة مستخرجه من الحالة النفسية للإنسان والتي تدل على أن ذلك الشخص(مزاجه مرتاح)،،، علما بأن مبلغ البقشيش الذي تركناه للسائق يبلغ أكثر من النقود المتوفرة حاليا في جيوبنا جميعنا ولو اجتمعت..!
ندخل إلى مكان عملنا (الصالة )واشتم رائحة تعبنا المرسوم على الحائط الطاولات والكراسي والستائر... ويتفرق كل منا حسب اختصاصه.
أجد احد أفراد العمل يدخل ليبدأ بالمركز الرئيسي للعمل (المطبخ) ...وأحدهم قد انشغل في تصفيف شعره ويتهيأ للمعركة القادمة والشاقة...والأخر يقوم بتبديل ملابسه البائسة بملابس العمل الرسمي .
تبدأ الحفلة ويعلو صوت الفرح ..ليعلو مع ذلك الصوت التعب والإرهاق الذي يعترينا من طلبات وفضول وإلحاح بعض المدعوين..بالاضافه الى مدير الصاله صاحب الالحاح الكبير...
أبدأ بطريقه غير مباشره وعن بعد أراقب ذلك الفريق الجميل الذي يعمل على خدمه عدد كبير من المدعويين الطيبين والفضوليين بشكل حضاري.
ومن خلال المراقبة أثناء وقت العمل ..أجد احد الأصدقاء وقد امتلأ وجهه بخطوط العرق المتصبب على وجهه من اثر صينيه البيبسي والتي قد امتلأت بعدد كبير من الكاسات بشكل يبعث بالشفقة لذلك الشخص الغلبان لكونها ثقيلة جدا ونكده..انظر إليه بكل اعجاب ..فهو شخص يريد ان يعيش من خطوط عرقه لا عن طريق شبهه.
وفي نفس زحمة وعجقه العمل ..أجد صديقا أخرا في عينيه ضحكه التعب التي قد بدت واضحة عليه من كثر الطلبات الملقاة على كتفه.. وأخر صديق ومحارب قد اختفى وراء أعداد كبيره من الصحون والكاسات التي يجب أن يقوم بغسلها وترتيبها...فأتخيله في ذلك الموقف كشخص فنان يحمل بداخله الكثير من الإحساس و يقوم بتجهيز العرائس داخل الصالون لديه.. لإخراجها في أجمل شكل ورائحة؟
وفي نهاية تلك المعركة المتعبة والشاقة والجميلة في ذلك الوقت..يكون احدنا في تلك اللحظة بحاجه لدقيقه صمت واسترخاء لعضلات جسده المستسلمة .!.
وبعد قليل ...نسمع صوت الخير ..وهو المسؤول الذي يقوم بتسليمنا المستحقات المالية...تبتسم أعيننا ...ونبتسم داخليا؟! ."(.لكون أن المسؤول لدينا عصبي ولا يحب الضحك) "...يقوم بتوزيع المبلغ المتفق عليه لكل واحد منا...
نجد أن المبلغ زهيد وهو بمقدار البقشيش الذي نقوم بتركه إلى السائق ..ننظر إلى بعضنا البعض ونبتسم ابتسامة البكاء من القهر..ونتفق فيما بيننا لنخرج بحل نهائي وهو أن لا نقوم بترك أي قرش لأي شخص أو سائق أجره،،،لانه بقشيش على بقشيش نقوم ببناء صالة أفراح كاملة.!!!.
نودع صاحب العمل...وكلنا أمل في أن يقوم بتوصيلنا بسيارته الفاخرة والمترفة إلى اقرب نقطه من بيوتنا الكئيبة... نجد أن ذلك الأمل لا وجود له ...لتبدأ معاناة أخرى وهي رحله الوصول إلى البيت ..كوننا نقوم بالذهاب للبيت سيرا على الأقدام ...لان أجار التاكسي يتطلب أن ندفع كل ما قد حصلنا عليه من العمل دون أن نترك أي نوع من البقشيش.. لأنه لا يكفي أصلا؟!.
نعقد النيه للوصول الى البيت والله خير الحافظين...وأخـــــيرا
ألــــف مـــــــبروك للـــــعروسين



حـــــمزة مـــازن تفــاحــــه
hamzeapple@yahoo.com

إدعاءات على حياة فارغة




في ظل هذه الأوضاع الصعبة المقيتة الراهنة التي تلقي بحملها الهمجي على صدورنا ، لم يعد ثمة ما يبشر بالفرح والسرور والبهجة أيضا ً.
كل ما في الأمر ارق وقلق وأوضاع نفسية صعبة وغير مستقرة .
سواد غزة إلى الآن ما زال يلوح في الأفق ولا ينقشع عن أحلامنا ، وغيمة الاحتلال الإسرائيلية القذرة ما زالت تُمطر المجازر والويلات على شعبٍ أعزل كل ذنبهِ انه قرر من بدايةِ حياتهِ أن يحيى بكرامة وعزة ، رغم وقف إطلاق النار .
بدأت أحس بأمل قد بدأ ينفذ، وان الصبر لم يعد كما كان ، حتى نعمة النسيان التي كنا نتكئ عليها في بعض الأمور ، تفارقنا ، فلم نعد ننسى.. وجميع صور الأحزان والهوان المحاطة بنا ما زالت ترسخ في جدار ذاكرتنا الملتهبة .
حبوب النوم لم تعد تجدي نفعاً ، ولا حتى التظاهر باللامبالاة ، ولعنة الحياة ما فتئت تطاردنا حيثما تواجدنا .
ما يثيرني ويعمل على إرساء حالة هستيرية بداخلي ، هو ذلك الظلم المتفشي بدون رقيب ولا حسيب .
ظلم ينتشر بالإيعاز من حفنة هالكين متحكمين ، وشعوب عربية خاوية لا تجيد إلا الصمت الرهيب والطرح السامج والعرض الممل والتنديد باستحياء بما أن "الحياء لا يأتي إلا بخير " .. والى الآن لم نرى ذلك الخير مطلقاً.
أنا لا ألوم أحد سوى ذلك النبض الذي مازال يقرع في صدري ، ولا أُحَمِلُ المسؤولية إلا لتلك الأنفاس السجينة التي ما زالت تتفقدني ...
اللعنة على حياة لا تجد بها ملجأ تختبئ فيه من قذائف الظلم والطغيان والخيانة ..
اللعنة على الكلمات التي لا تقول كل شيء ، ولا تتيح مكاناً مناسبا للعبارات المناسبة ..
اللعنة على كل شيء ..فكل شيء حولنا ما فتئ يزداد تعاسةً وألماً ملعوناً .
حتى كلامنا ..ما عاد مثل سابق عهده..فها هو أيضاً يمتلأ بالفراغ مثل مخيلتنا تماماً .
باختصار ..
عبث ، ما هو حاصل في وقتنا الآن ..

حــمزة مـــازن تفاحــــة
hamzeapple@yahoo.com

اعتراف





تجادلنا ، فتعارضت آراؤنا
غَضبتُ ..
أَشحتُ بوجهي عنها ،
حينها ..
أحسست بأن حبيبتي طفلة صغيرة ؛
فقد بكت .. !
انتشرت القشعريرة على جسدي ، لكن لم أُبدي تعاطفاً ،
بدورها ، اندفعت تتكلم بصوتٍ عالٍ ولم تحفل بمن حولنا ، قالت كلاماً عن الخيانة والوفاء ، و شيئاً من هذا القبيل ..
بدوري آثرتُ الصمتَ .
أرعدت وزمجرت ، وتطاير ريقها فوق شفتيها ، ويداها تقومان بدور الصعود والهبوط والإيحاءات الجسدية المطلوبة في تلك الحالة .
ما زالت ترتسم على ملامحي البلاهة و الهدوء المصطنع الغبي !..
فغادرت فتاتي ذلك المكان بانفعالية ،
أنا ما زلت في مكاني ، لم أغادر طاولتي التي أجلس عليها ، وثمة بقايا لنظرات ترمقني باستحقار وتعجب.
خيم الحزن على صوت فيروز الذي يملاْ المكان واستقر الأرق في جفوني .
ارتشفت ما بقي في فنجان قهوتي .. نهضت وغادرت المكان ولم أترك خلفي سوى طرقاً لصوت حذائي على أرضية ذلك المكان ..
وبعد عدة ليال لم يكن فيها نهار .
هاتفتها ..
ردت " ألو " ...
كم كانت جميلة تلك الكلمة ... يا الهي كم تقتلني عندما تقولها ...
قلت لها مباشرة : كنت جميلةً جداً وأنتِ تبكين .. فالحزن يناسبك أحياناً.

كانت ابتسامتها المخلوطة بشيءٍ من الحزن ِ تخدش الهدوء المفروض حينها
فقد سمعت أنفاسها المتقطعة التي تدل على ذلك .
تكلمتُ كثيراً وهي بدورها تكلمت كثيراً أيضا ..
لا أذكر عن ماذا تكلمنا وقتها ؟
هل عاتبتني ؟
هل عاتبتها ؟ لا أذكر تماماً !
أقصد هل تشاجرنا بالأصل ؟
حقيقةً لا اذكر ..

كل ما أذكره أنني أحبها جداً ، هي بالذات أحبها . .



حـــمزة مــــازن تفاحـــــة
hamzeapple@yahoo.com


أمور تحدثُ صدفةً




أظن أنه لا يختلف اثنان على أن الحياة ما فتئت تزداد صعوبة ووعورة وحزناً كلما تراكمت الأيام ودفعت بنا إلى أرذل العمر بسرعة الضوء ، حتى كاد الواحد منا أن يجهل عمره ، أقصد ذلك العمر الذي يتسرب من خلالنا غير أبهين بايجاد طريقة للحد من هذا التسرب المقلق وهذا التهورالذي يتغلل فينا ، كوننا نعاني منذ الأزل من نقص حاد في نسبة الفرح والراحة المخالط لشؤوننا الدنيوية .
أنا لا أثرثر ، ولا أدعو إلى التشاؤم ، ولا أبالغ أيضا في بعض التفاصيل ، ومن أراد أن يتحق مما أدعي ، فما علية إلا أن يلخص يومة على ورقة ، ويبدأ بفرز الامور الايجابية وعلى الناصية المقابلة أن يضع ما هو عكس ذلك ، وليبدأ بالترقيم والعدّ ، ليخرج بنتيجه أقرب الى التشاؤم ، لذا لا أحبذ تلك الفكرة ، وأفضّل أن تبقى حبراً مرسوماً على وجه الصفحة البيضاء ، ومعلومة للعلم فقط .
ثمة تفاصيل كثيرة في حياة الانسان تبعث بالضجر والملل ، والانكى أن يجد الإنسان نفسة واقفاً أمامها مكتوف الأيدي لا يقوى على تغيير الواقع الذي يقبع فيه .
الا أن ما يهون تلك الأمور ويبعث بشيء من الراحة و الاستقرار في داخل الانسان ، أنه ثمة شيء في حياتنا يدعى بــِ .." فسحة من الأمل ، وبصيص من التفاؤل ، وأمور تدعو في أغلبها الى الفرح .
لكن السؤال : من هو الشخص المسؤول أو المتخصص في صنع ذلك الفرح المنشود ؟
البارحة ، تلقيت إتصالا على هاتفي ، رفعت السماعة لإرضاء فضول ذلك المتصل ..
- آلو
- مرحبا / ممكن أحكي مع حمزة تفاحة ، ولفظ إسمي بدون اخطاء ، كالتي تردني من الكثير حين يلفظون إسم عائلتي بقولهم : "تفاح" ؟
كان صوته جميلاً ، وراقني أسلوبه في الكلام ، ففرحت و تصنعت الهدوء ، والسبب هو وإن يكن صاحب ذلك الصوت عذباً ، فأنا أيضا أتقن اللامبالاه أحيانا ! ، لذا تصنعت الركازه .
- أنا حمزة ، من المتكلم ؟
- أنا فلان ، وعرّف على نفسه ..
بدايةً لم أكن أتوقع إتصاله نهائياً ، ولجهلي بأشياء كثيره أيضا ، لم أكن لاعرفة من خلال صوته ..، فصديقي العزيز جداً على قلبي ، صاحب ذلك الطيف الجديد في حياتي ، ما زلت إلى الان أتعثر بتفاصيل وجهه ، وأجهل ملامحه الجميلة ، وأخطئ ذلك البريق الراقد في عينية ..فأحسبه بريقا لنجمة تتلألأ في السماء ، فهل سأحفظ صوته ؟
وأجهني باسئلة كثيرة لا أعتقد بأني قد علقت عليها باجابات كاملة ، كوني كنت متوتراً بعض الشيء .
لكن ما لفت انتباهي في تلك المكالمة ، ذلك المصطلح الذي تمّ استخدامه في تركيبة السؤال المطروح عليَّ من قبله مصطلح لم أسمع به من قبل
- قال : " شو أخباراتك " ..
فهمت مقصد السؤال ، لكني تأملت في هذا التركيب اللغوي ، وفي كيفية استخدامة وتداولة بطريقة سلسة وجميلة؟ ودونته على تلك الصفحة التي كانت ترقد امامي ، حيث كنت أرسم بدخلها خطوط عبثية لا تهتدي الى طريق .
- أجبت : اخباراتي منيحة وكلو تمام ، وهذا ما يدعى بالتأقلم اللغوي ..
فرحت بذلك الاتصال الذي تمّ على عَجل ، فنحن كوننا فقراء نفرح من أقل الأشياء ولأقل الاشياء ، وتلك نعمة جميلة جداً ، أحمدُ الله تعالى عليها .
الان أصبح هناك ما هو جميل ، وجيد ، وعذب في حيز حياتي الضيق ، لذا لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل وخالص الامتنان إلى صديقي الانيق الجميل على هذه " الاستفقادية "، وعلى تلك الصدفة الجميلة ، مثلة تماماً .



حمزة مازن تفاحة
Tuffaha4@yahoo.com

أفكر في شي ما

منذ فترة وأنا غارق في تتبع تلك النملة التي تسللت إلى غرفتي من خلال ذلك الشق الذي أحدثه هذه الزمن القاسي في نافذتي ، .. مما أتاح للنملة الدخول من دون استئذان ولم تشعرني بوجودها ، فقد انتبهتُ إليها عن الطريقة المصادفة .
دفعني الفضول إلى تتبعها ومعرفة السبب الذي أغرى تلك الضيفة الخجولة بزيارتي ..
ها أنا جالس أمعن النظر في خط سيرها وأتساءل إلى أين سيؤول مسارها الذي ابتدأ منذ فترة وأظنه سينتهي بعد حفنة من السنين ! لذا عدّلت من جلستي وأدرت وجهي عنها ، وجلست أفكر فيّ أنا شخصياً .
وجدتني أفكر جدياً بالتخلص من تلك الأشياء الكثيرة التي ترمي بحملها الذي لا يطاق علي صدري ، وفتحت أمامي نافذة الخيارات المتعددة التي جعلتني أفكر ًجدياً بالتخلص منها .
ما الذي ينقصني ؟
الانعتاق ، التملص ، الشعور ولو لمرة واحدة بشيء من الراحة ، وبأني أستطيع أن أركض إلى أي مكان وإلى أية وجهه ، من دون تحديد مسبق أو تردد .
أفكر جدياً بالتملص من أشياء كثيرة ومن ضمنها : العمل ، وأتخيل السيناريو الأتي :
أذهب إلى رب العمل وأخبره بأني ما عدت قادراً على تحمل منظرة القبيح ولم أعد قادرا على رؤيته ، وأني لم أعد مستعدا لتقبل أي أمر يصدر من قبله .
أفكر أيضا بالتملص نهائيا من حياتي الجامعية التي سقطت سهواً في حيز حياتي الضيق ، لتسقط حينها صورة الطالب الجامعي في نظري !
أفكر بأن أقف فجأة أمام الدكتور المحاضر وأكيل عليه بالاتهامات الباطلة وبالأيمان الكاذبة وأخرج من محاضرته ، وأغلق الباب خلفي بطريقة همجية تنم عن عدم اكتراث ، تاركاً على ملامحه علامات التعجب والاندهاش .
ومن ضمن ما أفكر به أيضا ، أفكر أن أهجر تلك الفتاه وأن أقول لها بأني قد سئمت ذلك الألق التي تبدو عليه دائما ، وبأني مللت عطرها الشهي ، وسأضيف أيضا أني ما عدت أحب ذلك النقاء والصفاء ، لذلك سأكرهها !
أفكر بأشياء كثيرة لا حصر لها ، إلا أني في كل مرة أصطدم بجدار ضخم ..

إلى أين اذهب ؟؟ .



حـــمزة مــــازن تفاحـــــة
hamzeapple@yahoo.com

حين يتحول لهو الأطفال إلى سياسة



في إحدى الأيام الجامعية الحميمة ، دخل علينا دكتور المادة الحرة (مادة الاقتصاد) وطرح علينا السؤال التالي :
هل الاقتصاد في حياة الإنسان مكتسب أم بالفطرة ؟ ..
تعالت الأصوات في القاعة وتعددت الإجابات العشوائية ووجهات النظر الغبية في كثير من المداخلات ، و انقسمت المحاضرة إلى طرفين ، طرف يؤكد فكرة أن الاقتصاد مُكتسب والأخر يقول أنها بالفطرة ، وأنا حينها كنت أميل للطرف الثاني وقدّمت حينها براهين أظنها كانت واقعية بعض الشيء .
الآن ، وعند الانتهاء من الحياة الجامعية ، كلٌ انصرف إلى شانه ، ليعثر على لقمة عيشه بطريقته الخاصة ..
وفي أحد الأيام بينما كنت عائداً من عملي أحملُ فوق ساقيَّ جسداً هزيلاً وحقيبة مملة أصبحت رفيقة الدرب ، وعند وصولي إلى الشارع المؤدي إلى البيت ، كان ثمة تجمُّع من قبل أطفال الحارة الذين لم تتجاوز أعمارهم الــ12 سنه ، حينها قلت لنفسي (الله يستر )..كون أن أولئك الصبية لا يتجمهرون إلا على أمر سوء .
اكتشفت أني لم مُحقاً، فقد تبدد ذلك الشعور حين استقريت بينهم ، تفاجأتُ مما رايته ، وشعرت حينها بشيءٍ من الفخرِ يسري بداخلي .
فقد قاموا أولئك الصبية برسم العلم الإسرائيلي على الأرض بالإضافة إلى كتاب كلمة إسرائيل وقد أصابها خطأ إملائي بسيط يَنُم عن براءة أطفال صادقة ، وقد كتبوا بجانب ذلك العلم المرسوم داخل المربع عبارة "ادعس هنا "! وثمة أطفال آخرون يرقصون ويطئون بأقدامهم الطاهرة على ذلك العلم "اللقيط" .
يا ترى من أين أتوا أولئك الصبية بعلبة الدهان تلك؟ هل تم شراؤها من "تحويشاتهم" البسيطة ؟ والشيء الأهم من أين جاءوا بتلك الفكرة ؟ علماً بأنهم لم يتعدوا الصف الخامس أو السادس وتحديدا فرع (ب)!..
حينها تبادر إلى ذهني سؤال مباشر وعفوي وهو :
هل السياسة والوطنية عند أطفالنا شيءٌ مكتسب أم أنها بالفطرة ؟ ..
حــــــمزة مـــــازن تفاحــــــــة
hamzeapple@yahoo.com

حكاية الأنذال



مدخل ..

يُحكى أنه في إحدى الأزمان القريبة جداً ، كان هناك شخصانِ يُطلقون على أنفسهم لقب الأنذال ، كونهم أنذال بالفعل ..
وفي يوم من الأيام المقيتة جاء النذل (أ) إلى النذل (ب) ، ودار بينهم الحديث الآتي:
النذل (أ) : ما رأيك يا صديقي العزيز أن نقوم بإجراء تحدي لنختبر فيه من منا يمتلك نسبة اكبر من النذالة المعهودة بيننا ؟
النذل (ب) : بعد أن سحب نفساً من سيجارته ونفث الدخان بشكل متقطع وعدّل من جلسته وكأنه يفكر في الأمر ، ثم أدار بوجهه إلى صديقة وقال : لا أجد في الأمر سوءً إذا كنت تريد ذلك ولكني لا أتحمل إثمك إن خسرت ؟
النذل (أ): موافق ..
النذل (ب) : لنبدأ إذن يا صديقي "اللدود" ..
توجه النذلان إلى بداية الشارع الرئيسي المحاذي لبيتهم..
قال النذل (أ) لصديقة : هل ترى تلك العجوز؟
النذل (ب): نعم أراها وبوضوح .
قام النذل (أ) بالاتجاه نحو العجوز التي قد تجاوزت العقد السابع من عمرها وما كان منه إلا أن قام بتوجيه الصفع المتكرر لها وركلها بقدميه حتى أثخن فيها الجراح ..
عاد النذل (أ) منتشياً كبطل عائد من ساحة الحرب ويحمل على أكتافه عَتاد النصر ، ووقف ممشوقاً وقال : ما رأيك ؟
وهل ثمة أنذل من هذا الموقف ؟..
قال النذل (ب) وكان متكّئاً على الحائط ويقلب السيجارة بين أصابعه وقال بكل ثقة : لتعلم يا صديقي بأن تلك العجوز التي تغرق بدمها هي نفسها أمي ..
********
قيل البارحة في مواقع إخبارية متعددة أن إسرائيل قد أوقفت إطلاق النار من طرف أحادي وذلك بمبادرة مصرية كريمة !!.
حـــمزة مـــــازن تفاحــــــة
hamzeapple@yahoo.com

إلى موظفة تُتقن لغة الأرقام




أرِقتُ ،
كأني لم احتمل ، فقد حَلمتُ بها اليوم أيضاً ..
أراحت يدها على حافة النافذة الملاصقة لمقعدها بعد أن قامت بفتحها قليلاً .
تسلل الهواء إلى الداخل ، ليحمل على جناحيه عطرها الشهي الناعم ويلقيه أمامي ، فتتشرب خلايا جسدي ذلك العطر ، لأصبح بعد برهة من الزمن ثملاً .
و في يدها اليسرى كانت تعبث بهاتفها المحمول .
وماذا أيضاً ؟
كانت ناعمة ، أنيقة، تجتاحها اللامبالاة نحوي !
نظرتُ إليها لأجد نفسي بأني أتذكر أشياء جميلة كانت تلتصق بذاكرتي ، وقد ظهرت فوق شفتي ابتسامة متعبة، وانتشرت القشعريرة ببدني وأطرافي ، فأنعشتني حينها نسمةُ هواءٍ ساخنة سرت بداخلي وَسَطَ جوٍ ماطرٍِ ومخيف ، بالإضافة إلى مضاعفات كثيرة لم تكن لتعتريني سابقا ً، فأهرع لأُلملم أجزائي من فرط اشتياقي ، فلا أحسن ترتيبي ،فأبقى على هذه الحال مهملاً !
سيدتي :
دعي حلمي جانباً ، ولنتحدث بما هو أهم ..
لمَ لا تساعدينني ؟
أعيدي صياغتي كما تشائين ، بأي طريقة تريدين ،وكيفما أُتفق ، "ألستِ تتقنين لغة الأرقام ومحاورتها" ؟؟
إذن ، حاوريني...
اجعليني ، دائناً أو مديناً لك ، لا يهم فعلى كلتا الحالتين الأمر عندي سواء ، طالما بَقيتُ في ذاكرتك النشيطة ،
اجعليني رقماً متغيراً ، أو عدداً ثابتاً لا يقبل القسمة على أكثر من قلب ، ولا تأخذي بعين الاعتبار قاعدة معينة يجب أن تعامليني بها ، فلك حرية التصرف .
ضعيني عدداً على أية جهة تريدين ، في اليمين أو في الشمال ، لا يهمني ، كل ما أريده أن تبقي أنت قبلتي ، وللضرورة تلتفتين حولي أيضاً .
أنا الصفر إذا أردتني ، وأتشكل على أية حال ، فليس بالضرورة أن أكون صفراً دائرياً ، أنا الصفرُ الذي يشبه المثلث إن أحببتي من باب التغيير !، وأنا السطرُ الذي يتكئ عليه قلمك عندما تكتبين وخطوطك العبثية التي لا تهتدي إلى طريق عندما تضجرين أيضاً .
ماذا أضيف لك ؟
عامليني كمعادلة تحتاج إلى طرقِ حلٍ كثيرة ،ولا تَمّلي منّي ، اطرحي مني أو اجمعي ما شئتِ وأعدك أن تلائمك الإجابة ،" أحكيلك شغله" : اصنعي بي ما تريدين ..
** سيدتي لما لا تجمعني في ذاكرتك أو تطرحيني من لامبالاتك ؟
ضعيني على أول الصفحة أو في وسطها أو اجعليني أتذيلها ، لكن لا تزرعيني بالهامش ، اصنعي أي شيء لكن لا تتركيني ، ولا تخترعي طريقة لتختصرينني في الحل ، فأنا معادلة ما زلت في طَور الإنشاء و بحاجة إلى وقت طويل وحنان أيضا ، لذا تأمليني .
سيدتي : أنا ما عدت أملك شيئاً في هذه الدنيا سواك ، لذا أحبيني واصنعي لي هدفاً في حياتي .


حـمزة مــازن تفاحــة
hamzeapple@yahoo.com



رسالة مستلمة




الاحظ على نفسي تغيرات كثيرة ، وصفات جديدة تصبح تعتبرني كلما رأيتها امامي ! أصبح أهدأ ، أعذب ، تختلف حدة صوتي ليصبح أنعم ، ويختفي حرف (القاف) من حروفي ليحل محله حرف (الئاف) ويستقر شيئا من التوتر في داخلي .
أغمض عينّي بشدة ، كلما توجهت بوجهي نحوها ، يلهبني ويبرهني بريقها الساحر، فأغض الطرف عنها ، ليعود ذلك البريق بعد قليل ليغريني، وأبقى في حالة ذهاب واياب بنظري اليها بين الحينة والاخرى مرغماً .
دائماً أحاول ان اصفها لاحدهم ألا أنني أفشل ، أقول بأنها ... ثم أفشل ، فهي تتجاوز حيز الكلمات ومستوى السطور، وترفض أن تكون فكرة جميلة مُروضة تستقر في الذاكرة .. أعيد التجربة مرة أخرى في محاولة لنقل صورتها فأقول: هي إمرأة ترشح لذة وشهوة ، إمرأة من سكر وتوت ، تصنع زوبعة من عطر مُخملي عند مرورها بمحاذاتي ، عطراً هو أشهى من عسل ينزُ من خلية نحل قريبة تتدلى ، ناعمة تكاد تفاصيلها تنطق بذلك ، خاتمها الذهبي ، حقيبتها، نظارتها الشمسية السوداء، "موبايلها" أظافرها البيضاء الطويلة، جسدها المياس، حتى تعابير وجهها الدافئة أيضاً ناعمة .، ياااه ... لو أستطيع أن أنقل لكم صوتها وضحكتها على هذه الصفحة ، لتعرفوا كم هي عذبة ورقيقة .
بالمقابل أراني أخافها بقدر ما اشتاقها و تفزعني نعومة مشاعرها نحوي ، وبرودة سلامها، والادهى من ذلك جهلها بتلك النار التي تشب بداخلي إزاء تمادي المخيلة في التفكير بحسنها.
ألان ، هي تجلس بمحاذاتي ، "تتجاهلني تماما "ً، تعبث بــ"موبايلها" وتتنقل برشاقة على ازراره ، أظنها تعد رسالة لاحدهم ! لماذا لا تراسليني ؟ أعدك أن أتكبد ثمن الرسالة وأن أدفع لك دمعاً مدفوع مسبقاً اذا أردتِ ، دمعاً يبقى صالحاً لارسال الحنين واستقبال الاهتمام لمدة طويلة ، أدفع لك بأي طريقة تريدين، لكن راسليني ، فانا أعلم انك لا تحفلين بالنقود ، حيث يبدو ذلك الشيء واضحاً من مقتنياتك، بالاضافة الى ذلك العُلو الذي تعاملنني به ، هو ايضا يدل على ذلك.
هل انتهيتِ من تنظيم رسالتك ؟ لا تقلقي، أرسليها لي من دون أن تعملي على تزيينها ، فانا أحب أحرفك على أي هيئة تكون ، وسأقبل منك أحرفا فقط ، أحرفا لا تقول كلمة مفيدة ، لا يهم فحرف "الحاء والباء" منك حريق يأكل أوراقي ، وباقي حروفك سأتخذها كهدية سأضعهم في مغلفي واحتفظ بهم في صندوقي الخشبي القديم القابع أسفل الخزانة.
... فجأة، هاتفي يصيح معلناً عن استلام رسالة ، أتسمر للحظات ، ثم أخرجه من جيبي الضيقة مثل المجنون واللهفة تملأ اصابعي ، ثمة عبارة تقول " new massage" ، فرحت واستقر قلبي بين قدميّ .
هل فعلاً استجبتِ حقا لامنيتي؟ لكن كيف؟ أنا لم أبدها صراحة؟ كنت أحدث نفسي داخلياً ! معقول! أذن أنت تراقبيني جيداً؟ فتحت الرسالة وتصفحتها على عجل، فتلاشت تلك الفرحة !!، وهدأ ذلك النبض في صدري ، وعادت لترتبت المفاجأت لتترتب على رفوف قلبي ، فصاحب هذه الرسالة هو صديقي النزق "طارق الصلاج" ، لم تكن هي ، يا الهي كم أنا غبي ! لماذا توقعت أن تكون هي ؟ صديقي "طارق" كان يريدني أن القاه في مكان معين لانه يريد ان يبوح لي بسر، ... معقول ؟ ما هذا التوقيت السيء يا صديقي؟.
عدت الى تلك الجميلة ، كنت أتخيلها تبتسم وهي تختلسُ النظرَ اليّ .... لماذا تبتسمين ؟ أظنها نكايةً بي أنا شخصيا! لا عليك، وأتفق معك ، اضحكِ، أصلاً أنا أحب أسنانك البيضاء، عندما تضحكين، ويسعدني أن أكون مصدراً يجلب لكِ السعادة في وقت اختفت فيه السعادة من وجوه الكثيرين ، .. " أحكيلك" .. راسليني ولو مرة، أو ارسلي لجهازي رنة صغيرة ، و اسمحي لرقمك الجميل أن يظهر على هاتفي ، وأعدك بأني سألغي جميع ارقامي وسأحفظك أنت فقط وخص نص وبالذات ..
صدقيني ... فأنتِ لوحدك تكفيني .


حــمزة مـــازن تفــــاحة
Tuffaha4@yahoo.com

شأن شخصي (عام)




أعتقد أنه أصبح من البديهي والطبيعي أن تكره قيادة سيارتك في شوارع عمّان المكتظة بالسيارات ، والتحويلات ، ونزق الناس ..
وأصبح من المشاهد والملاحظ لذلك التذمر الذي يبديه كل شخص يجلس خلف مقود سيارته ، بالاضافة الى امتعاضه الشديد لتلك الاجراءات البيروقراطية التي وصلت إلى شوارع وأزقة عمان ايضا ً، فقد انتقلت الأزمة إلى الشوارع الفرعية ، الموازية للشوارع الرئيسة .
ولِحظّي العاثر، فإنه يتوجب عليّ أن أتوجه في صباح كل يوم إلى عملي من محاذاة تحويلة الشميساني وأزمة الدوار السابع أيضاً! ففي كل صباح ثمة وجبة رياضية إجبارية دسمة من خلال التنقل بـ (الجير) .. أول ثم كلتش ثم ثاني، أو بالعكس ثاني - كلتش - أول .. وهكذا ذهاباً واياباً في هذه المنطقة الضيقة بين الغيار الاول والثاني ، حتى أصابتي اعراض الشلل في يدي اليمنى ورجلي اليسرى .!
عندما أتذكرعند انتهاء الدوام بأنه يجب أن أقود سيارتي إلى البيت في هذا الجو الحار تحت أشعة الشمس ، يصيبني الغثيان ويتعكر مزاجي ، وذلك للاشغال الشاقة التي تفرضها تحويلات عمّان التي يخطط لها مهندسو وزارة الاشغال بشكل راقٍ ودقيق !!
تزوجت شقيقتي ، وفقدت اثرها من البيت ، فأصبحت فرداً حزيناً في البيت ، كونها بمثابة رأس الحربة الوحيد في فريقي ، وركني الأساسي في البيت ، وكلتي يدي أيضاً .. وتدريجياً تأقلمت على فقدان أثرها بشيء من الآلم ، وأصبحت أتحمل أموري وحدي وأعيش على محمل الجد تماماً .
وبعد فترة من الزمن ، أنعم الله على شقيقتي إذ أنجبت (بنتاً) مثل مكعب سكرٍعندما يلامسه الماء ، تقطرُ عذوبة وجمالاً ومشاكسة .
تبدلت اهتمامات و مقتنيات شقيقتي في كل شيء ، فأصبحتَ ترى في حقيبتها اليدوية فردة حذاء صغير جداً ورضاعة ذات اللون الشفاف ، وورق مكتوب عليه تواريخ المطاعيم الضرورية ، وأسماء دكاترة مغمورين ، ولتختفي من مقتنياتها زجاجة العطر الفرنسية ، وقلم الروج الشفاف ، وطلاء الاظافر ، بالاضافة الى مجموعة هائلة من النقود "الفراطة".. يا ترى ما الذي تصنعه بها ؟
وبسبب ذلك الضيف الجميل الذي حل بيننا ، بسببه فقط اصبحت اتقبل فكرة قيادة السيارة في شوارع عمّان المكتظة بالنزق ، بل من الجميل جداً والرائع أن تقبع في الازمة المؤدية الى "ماركا" فترة طويلة وأنتَ تنتظر اشارة المرور أن تتشح لك باللون الاخضر معلنةّ الانطلاق، لتتنقل بعدها بمُبدل السرعة بكل لياقة وفرح ومن دون أن تشعر بأي ألم في يدك أو رجلك، تنتظر اللحظة التي تصل بها إلى منزل الشقيقة الساكنة في "حي العبداللات" لمقابلة تلك السُكّرة الصغيرة وتجلس بجاورها وقتاً طويلاً وأنتَ تلاعبها.
الآن (سما) الصغيرة تجاوزت تسعة شهور بقليل وإلى الآن لم تتقبلني أبداً ، ودائماً تلتصق بأمها وتُخفي وجهها الجميل بصدر أمها بمجرد أن تراني .
وهنا يلح بداخلي سؤال :

يا ترى لماذا لا تحبيني يا سما؟!




حمزة مازن تفاحة
Tuffaha4@yahoo.com

كأن شيئا لم يكن




لا أعرف كيف تترتب الامور على هذا النحو احيانا ، واجهل كيف يحدث ذلك ، وكيف تتغيرهذه الاشياء لتأخذ هذا الشكل من المنحنى .
دائما تقتحمين خلوتي ، وتنثرين طيفك الثقيل في حيز حياتي الضيق ، ليبقى جاثماً على صدري .
أجدك دائما لا تحفلين أبداً بانفعالاتي الداخلية التي تحتويني ، ولا تقلقكِ تلك الامور التي أصبحت تعتريني كثيراً ، وبالاضافة التي تلك الصفات التي لم تكن لترافقني سابقاً في حياتي ، إلا أنك استطعتِ أن تحدثي مفارقات عجيبة وبدلتِ أموراً كثيرة تعصى على النسيان ..، أُقر بذلك .
بدأت أشعر بالخوف إزاء سريان تفاصيلك داخل مخيلتي ، وأشعر بالفزع كوني أجدكِ تقفين بالناصية المقابلة لي دائما و تتواجدين في كل الاماكن والتفاصيل ، يقلقني ذلك الشعور ، مما ينعكس ذلك على قلمي ، فها أنا ذا أجده أصبح أقل ثرثرةً ، وأضعف شرحاً ، بعدما كان مشاغباً ، وتحول الى شخص يتقن الهدوء والانطوائية و التغاضي عن كثير من الامور ، لاختصار الكثير من المشاكل ، فأنا لست بقدر الدخول في مواجهة حقيقية مع شخصكِ ، كون أن الامور تميل لصالحك ، لذلك أجدني بأني "أختصر"
سيدتي : لطالما وددت أن أعقد معك اتفاقاً مضمونه أن تكفِ عن احتلال ذاكرتي ، وتعيدي إليَّ صفاء الذهن الذي لم أهنئ به منذ فترة طويلة ، وبالمقابل أعدك أن اكون وفياً لشروط الاتفاق .. وسأتنحى ؟!
وأخيرا ، أرجو أن تسمحي لي أن أفضي لك عن شيء ، وباستطاعتكِ أن تعتبرية سراً ..
أنا بصدد إعداد إسترتيجية جديدة لي ، وها أنا " أمشي الحيط الحيط وأردد وأنا رافعاً يديَّ الى السماء يا رب السِتر " وأرجو أن لا يكون ثمة مسمار في ذلك الحيط حتى لا يتلف معطفي الوحيد الذي لا أمتلك غيرة ، بالاضافة الى طيفك الجميل ..
أأأأخ ، هل قلت لتوي أنه جميل ؟
اااه ، كم أشعر بالاعياء من كوني متقلباً ..!

حمزة مازن تفاحة
Tuffaha4@yahoo.com

في ذاكرتي ترقد امرأة




مكثتُ فترة وأنا أبحثُ عن قلمٍ وصفحة بيضاء تفيان بالغرض ؛ لأنقلَ بعض العبارات التي تسبحُ في فضاءِ مخيلتي ، فغرفتي كرأسِ المجنونة أو أسوأ .. ولكي أن تتخيلي كم أنا مُهمِلٌ في أموري الشخصية ، لذلك أردت أن أجدكِ وأن أهتدي إليكِ حتى أُصلح تلك الأمور التي أفسدها الدهر!!

الفكرة ليست هنا , الفكرة هي أنتي ..
اسمعيني ..
" سايق عليكي الله " أطرقي عليَّ بابي.. وللضرورة كوني أنتِ ضيفتي .. ، واقطعي علىَّ وحدتي وصمتي واكسري حاجز الخوف وادخلي .. وليكن بعلمك أنا لا أهتم بالأبد ولا أكترث بمشوار يجب أن يمتد لآخر الطريق.. كل ما أريده منك ، لحظات ليس إلا ...
زوريني ولو للحظات .. أطلبي مني أن أصنع لك قهوةً .. أعلم أنك لا تحبينها ... لذا لا تشربينها من طلب منك أن تشربيها أصلاً ؟ اجلسي لدقائق معدودة واجعلي فنجان قهوتي المتعرق يتضور جوعاً لشفتيكِ .. ودعيه يموت غيظاً ..لا تشربيها ، فأنا أيضا لا أحب القهوة وإنما أحبك أنت فقط وبالذات .
زوريني لمجرد أن تصافحيني فقط ..واتركي بقايا عطرك الشهي في يدي ، ليلهيني وقت ضجري فقد مللت الجلوس بدونك .. زوريني حتى نصبح اثنين .. فانا لا أحب الانفراد بنفسي ولا أحب أن أختلي بنفسي ، فأنا لا أثق من نفسي على نفسي !! زوريني في الحُلم ، وسأعتبر بأن الشوق الذي في داخلي قد انطفئ !
أعدك أن أبقى ضمن ما تتطلبه اللباقة والقيافة وسأبقى حسب الأصول أيضا ، وسأضمن لك أن لا يكون الشيطان ثالثنا ، أصلاً أنا لا أهتم بتلك الأمور ولا أفكر بها أيضا ، كل ما في الأمر أني اشتقت إليك كثيرا ، ولك أن تتخيلي أنني قمت بتوضيب البيت وأفكاري ومفرداتي و تهوية الغرف وكذا قلبي من ذلك الحزن القديم ، والأهم من ذلك أني هممت بإعداد وجبة غذاء لا تكفي إلا لكلينا
إكراما لزيارتك التي تعّن على البال ؟ أتذكرين .. ؟ أتذكرين حين كنت تخبريني عن حُبك ( لطبخة البامية) ..وها أنا أعد ذلك الطبق مع كثير من الدسم لأعكر ذلك الرجيم القاسي الذي تمارسينه دائما ً.. اسمعي : خطرت ببالي فكرة ، لماذا لا تتخذينني رجيماً وتمارسيني دائماً وأعدك بأن أكون حنونا !.
لا أخفي عليك ، وأنت تعلمين أصلاً بأني لا أعرف مكونات ومقادير تلك الوجبة ، إلا أنني أبحث عن فرصة ومبرر يُغريكِ بزيارتي ، قبل أن تغمرني فاقتي وتأخذني شراعاتي إلى أماكن بعيدة أصبح حينها لا أرى سوى السراب ، فأنا لا أخاطبك كوني بطلاً في رواية ، فبالحقيقةً ، الكآبة والفراغ هما ما يملآن حياتي ..
حبيبتي ..هل أقول لك شيئاً ؟ انسي جميع ما قيل ، ولا تحفلي بما أهذي ، فها أنا أجد نفسي أرسو على جزيرة تشبه إلى حدٍ كبير ذلك السراب الذي ما فتئ يزداد بداخلي ، وقد تفرقت بي السبلُ .. لكن على كل حال باب البيت أبقيته مشرعاً ، فادخلي إلى البيت وتناولي شيئا من وجبتك المفضلة التي أعددتها وحاولي ألا تلوميني إن وجدتها على غير ما تريدين .. فلم تكن ثمة خبرة لإعدادها كما يجب ..
بالمناسبة ، إذا أردتني كما قيل سابقاً ، فما أنا إلا بقايا جسدٍ منهوكٍ يجتاحه الخواء وقد تأقلمت بما لا يطاق ..
هل أضيف لك أيضاً :
أنا لم أعد بحاجة لذلك الجسد دون أن تلتصق بصماتك على جبيني المهمل..

حقا أنا لم أعد بحاجة إلى شيء ...


حمــزة مـــازن تفاحــــــة
Tuffaha4@yahoo.com