الاثنين، 26 أكتوبر 2009

اعتراف





تجادلنا ، فتعارضت آراؤنا
غَضبتُ ..
أَشحتُ بوجهي عنها ،
حينها ..
أحسست بأن حبيبتي طفلة صغيرة ؛
فقد بكت .. !
انتشرت القشعريرة على جسدي ، لكن لم أُبدي تعاطفاً ،
بدورها ، اندفعت تتكلم بصوتٍ عالٍ ولم تحفل بمن حولنا ، قالت كلاماً عن الخيانة والوفاء ، و شيئاً من هذا القبيل ..
بدوري آثرتُ الصمتَ .
أرعدت وزمجرت ، وتطاير ريقها فوق شفتيها ، ويداها تقومان بدور الصعود والهبوط والإيحاءات الجسدية المطلوبة في تلك الحالة .
ما زالت ترتسم على ملامحي البلاهة و الهدوء المصطنع الغبي !..
فغادرت فتاتي ذلك المكان بانفعالية ،
أنا ما زلت في مكاني ، لم أغادر طاولتي التي أجلس عليها ، وثمة بقايا لنظرات ترمقني باستحقار وتعجب.
خيم الحزن على صوت فيروز الذي يملاْ المكان واستقر الأرق في جفوني .
ارتشفت ما بقي في فنجان قهوتي .. نهضت وغادرت المكان ولم أترك خلفي سوى طرقاً لصوت حذائي على أرضية ذلك المكان ..
وبعد عدة ليال لم يكن فيها نهار .
هاتفتها ..
ردت " ألو " ...
كم كانت جميلة تلك الكلمة ... يا الهي كم تقتلني عندما تقولها ...
قلت لها مباشرة : كنت جميلةً جداً وأنتِ تبكين .. فالحزن يناسبك أحياناً.

كانت ابتسامتها المخلوطة بشيءٍ من الحزن ِ تخدش الهدوء المفروض حينها
فقد سمعت أنفاسها المتقطعة التي تدل على ذلك .
تكلمتُ كثيراً وهي بدورها تكلمت كثيراً أيضا ..
لا أذكر عن ماذا تكلمنا وقتها ؟
هل عاتبتني ؟
هل عاتبتها ؟ لا أذكر تماماً !
أقصد هل تشاجرنا بالأصل ؟
حقيقةً لا اذكر ..

كل ما أذكره أنني أحبها جداً ، هي بالذات أحبها . .



حـــمزة مــــازن تفاحـــــة
hamzeapple@yahoo.com


هناك تعليقان (2):

  1. احمد مصطفى باطا29 أكتوبر 2009 في 4:46 ص

    اعتراف رائع يا صديقي حمزة تفاحة, فالذي يقرأ هذا الكلام,يجده بسيط ولكن من يتأمل في هذه المعاني يلقى فيها روح الجمال

    ردحذف
  2. يالها من مشاعر رائعة اتمنى ان تكون صديقتك تستحق هذا الحب وتستحقك

    ردحذف