الاثنين، 26 أكتوبر 2009

شأن شخصي (عام)




أعتقد أنه أصبح من البديهي والطبيعي أن تكره قيادة سيارتك في شوارع عمّان المكتظة بالسيارات ، والتحويلات ، ونزق الناس ..
وأصبح من المشاهد والملاحظ لذلك التذمر الذي يبديه كل شخص يجلس خلف مقود سيارته ، بالاضافة الى امتعاضه الشديد لتلك الاجراءات البيروقراطية التي وصلت إلى شوارع وأزقة عمان ايضا ً، فقد انتقلت الأزمة إلى الشوارع الفرعية ، الموازية للشوارع الرئيسة .
ولِحظّي العاثر، فإنه يتوجب عليّ أن أتوجه في صباح كل يوم إلى عملي من محاذاة تحويلة الشميساني وأزمة الدوار السابع أيضاً! ففي كل صباح ثمة وجبة رياضية إجبارية دسمة من خلال التنقل بـ (الجير) .. أول ثم كلتش ثم ثاني، أو بالعكس ثاني - كلتش - أول .. وهكذا ذهاباً واياباً في هذه المنطقة الضيقة بين الغيار الاول والثاني ، حتى أصابتي اعراض الشلل في يدي اليمنى ورجلي اليسرى .!
عندما أتذكرعند انتهاء الدوام بأنه يجب أن أقود سيارتي إلى البيت في هذا الجو الحار تحت أشعة الشمس ، يصيبني الغثيان ويتعكر مزاجي ، وذلك للاشغال الشاقة التي تفرضها تحويلات عمّان التي يخطط لها مهندسو وزارة الاشغال بشكل راقٍ ودقيق !!
تزوجت شقيقتي ، وفقدت اثرها من البيت ، فأصبحت فرداً حزيناً في البيت ، كونها بمثابة رأس الحربة الوحيد في فريقي ، وركني الأساسي في البيت ، وكلتي يدي أيضاً .. وتدريجياً تأقلمت على فقدان أثرها بشيء من الآلم ، وأصبحت أتحمل أموري وحدي وأعيش على محمل الجد تماماً .
وبعد فترة من الزمن ، أنعم الله على شقيقتي إذ أنجبت (بنتاً) مثل مكعب سكرٍعندما يلامسه الماء ، تقطرُ عذوبة وجمالاً ومشاكسة .
تبدلت اهتمامات و مقتنيات شقيقتي في كل شيء ، فأصبحتَ ترى في حقيبتها اليدوية فردة حذاء صغير جداً ورضاعة ذات اللون الشفاف ، وورق مكتوب عليه تواريخ المطاعيم الضرورية ، وأسماء دكاترة مغمورين ، ولتختفي من مقتنياتها زجاجة العطر الفرنسية ، وقلم الروج الشفاف ، وطلاء الاظافر ، بالاضافة الى مجموعة هائلة من النقود "الفراطة".. يا ترى ما الذي تصنعه بها ؟
وبسبب ذلك الضيف الجميل الذي حل بيننا ، بسببه فقط اصبحت اتقبل فكرة قيادة السيارة في شوارع عمّان المكتظة بالنزق ، بل من الجميل جداً والرائع أن تقبع في الازمة المؤدية الى "ماركا" فترة طويلة وأنتَ تنتظر اشارة المرور أن تتشح لك باللون الاخضر معلنةّ الانطلاق، لتتنقل بعدها بمُبدل السرعة بكل لياقة وفرح ومن دون أن تشعر بأي ألم في يدك أو رجلك، تنتظر اللحظة التي تصل بها إلى منزل الشقيقة الساكنة في "حي العبداللات" لمقابلة تلك السُكّرة الصغيرة وتجلس بجاورها وقتاً طويلاً وأنتَ تلاعبها.
الآن (سما) الصغيرة تجاوزت تسعة شهور بقليل وإلى الآن لم تتقبلني أبداً ، ودائماً تلتصق بأمها وتُخفي وجهها الجميل بصدر أمها بمجرد أن تراني .
وهنا يلح بداخلي سؤال :

يا ترى لماذا لا تحبيني يا سما؟!




حمزة مازن تفاحة
Tuffaha4@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق