الاثنين، 26 أكتوبر 2009

البقشيش والصالة!!!

يعطيك العافية يا معلم ..
أتلفظ بهذه العبارة ونغادر سيارة الأجرة التي أقلتنا إلى عملنا ...ونقوم بترك بعض البقشيش(زيادة إفراطه)للسائق،،، وتلك العادة مستخرجه من الحالة النفسية للإنسان والتي تدل على أن ذلك الشخص(مزاجه مرتاح)،،، علما بأن مبلغ البقشيش الذي تركناه للسائق يبلغ أكثر من النقود المتوفرة حاليا في جيوبنا جميعنا ولو اجتمعت..!
ندخل إلى مكان عملنا (الصالة )واشتم رائحة تعبنا المرسوم على الحائط الطاولات والكراسي والستائر... ويتفرق كل منا حسب اختصاصه.
أجد احد أفراد العمل يدخل ليبدأ بالمركز الرئيسي للعمل (المطبخ) ...وأحدهم قد انشغل في تصفيف شعره ويتهيأ للمعركة القادمة والشاقة...والأخر يقوم بتبديل ملابسه البائسة بملابس العمل الرسمي .
تبدأ الحفلة ويعلو صوت الفرح ..ليعلو مع ذلك الصوت التعب والإرهاق الذي يعترينا من طلبات وفضول وإلحاح بعض المدعوين..بالاضافه الى مدير الصاله صاحب الالحاح الكبير...
أبدأ بطريقه غير مباشره وعن بعد أراقب ذلك الفريق الجميل الذي يعمل على خدمه عدد كبير من المدعويين الطيبين والفضوليين بشكل حضاري.
ومن خلال المراقبة أثناء وقت العمل ..أجد احد الأصدقاء وقد امتلأ وجهه بخطوط العرق المتصبب على وجهه من اثر صينيه البيبسي والتي قد امتلأت بعدد كبير من الكاسات بشكل يبعث بالشفقة لذلك الشخص الغلبان لكونها ثقيلة جدا ونكده..انظر إليه بكل اعجاب ..فهو شخص يريد ان يعيش من خطوط عرقه لا عن طريق شبهه.
وفي نفس زحمة وعجقه العمل ..أجد صديقا أخرا في عينيه ضحكه التعب التي قد بدت واضحة عليه من كثر الطلبات الملقاة على كتفه.. وأخر صديق ومحارب قد اختفى وراء أعداد كبيره من الصحون والكاسات التي يجب أن يقوم بغسلها وترتيبها...فأتخيله في ذلك الموقف كشخص فنان يحمل بداخله الكثير من الإحساس و يقوم بتجهيز العرائس داخل الصالون لديه.. لإخراجها في أجمل شكل ورائحة؟
وفي نهاية تلك المعركة المتعبة والشاقة والجميلة في ذلك الوقت..يكون احدنا في تلك اللحظة بحاجه لدقيقه صمت واسترخاء لعضلات جسده المستسلمة .!.
وبعد قليل ...نسمع صوت الخير ..وهو المسؤول الذي يقوم بتسليمنا المستحقات المالية...تبتسم أعيننا ...ونبتسم داخليا؟! ."(.لكون أن المسؤول لدينا عصبي ولا يحب الضحك) "...يقوم بتوزيع المبلغ المتفق عليه لكل واحد منا...
نجد أن المبلغ زهيد وهو بمقدار البقشيش الذي نقوم بتركه إلى السائق ..ننظر إلى بعضنا البعض ونبتسم ابتسامة البكاء من القهر..ونتفق فيما بيننا لنخرج بحل نهائي وهو أن لا نقوم بترك أي قرش لأي شخص أو سائق أجره،،،لانه بقشيش على بقشيش نقوم ببناء صالة أفراح كاملة.!!!.
نودع صاحب العمل...وكلنا أمل في أن يقوم بتوصيلنا بسيارته الفاخرة والمترفة إلى اقرب نقطه من بيوتنا الكئيبة... نجد أن ذلك الأمل لا وجود له ...لتبدأ معاناة أخرى وهي رحله الوصول إلى البيت ..كوننا نقوم بالذهاب للبيت سيرا على الأقدام ...لان أجار التاكسي يتطلب أن ندفع كل ما قد حصلنا عليه من العمل دون أن نترك أي نوع من البقشيش.. لأنه لا يكفي أصلا؟!.
نعقد النيه للوصول الى البيت والله خير الحافظين...وأخـــــيرا
ألــــف مـــــــبروك للـــــعروسين



حـــــمزة مـــازن تفــاحــــه
hamzeapple@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

  1. مبروكة المدونة يا أخ حمزة
    انيقة ومليئة بالإبداع تماماً كما أنت

    رحمة منذر مريان

    ردحذف